بات الضعف الجنسي بدرجاته أحد الأمراض المنتشرة في كل أنحاء العالم ويشكو منها نسبة كبيرة من الرجال من شرق الكرة الأرضية إلى غربها ، ولكن
الملاحظ هو التكتم بعض الشئ في عالمنا العربي بسبب الحياء والدافع الذكوري للحديث عن مثل هذه الأمور الأمر الذي يجعل الاعتراف بها امرأ مستحيلاً.

ولكن يبدو أن الأمر اتخد منحنى آخر بعد أن أكدت دراسة أردنية حديثة أجريت من قبل طاقم طبي من مستشفى الملك المؤسس عبدالله الجامعي أن %49 من الأردنيين يعانون من الضعف الجنسي .
وقال الدكتور ابراهيم الغلاييني  المشرف على الدراسة أن 618 رجلاً (%68) ممن شملتهم الدراسة قيموا أنفسهم على انهم طبيعيون، فيما أقر 287 رجلاً (%32) بان لديهم مشكلة جنسية أو ضعفا جنسيا ، ولكن بعد احتساب القيم النهائية للاستبيان تبين ان %49.9 من الرجال عندهم مشكلة أو ضعف جنسي.
وبينت الدراسة  التي شملت 905 رجال تتراوح أعمارهم بين 18 و85 عاما أن المشكلة كانت بسيطة عند %25.1، ومتوسطة عند %13.55، وشديدة عند %11.4 في الشريحة التي تمت دراستها.
أين المشكلة؟
                وهذا يعني أن ما يقارب نصف الرجال بالأردن يعانون من الضعف الجنسي نتيجة أسباب متعددة ، ولكن ما هي العوامل التى أدت إلى هذه النسبة الضخمة هلي هي نتيجة ضغوط الحياة أو شبه انعدام الثقافة الجنسية ؟ يقول د. محمد الحباشنة اختصاصي الطب النفسي أن الضعف الجنسي أساساً هو موضوع نفسي في 80% من الحالات ، ويبقي 20% من الحالات ترجع إلى حالات عضوية بسبب بعض الأمراض المزمنة كالضغط والسكر ، ولا يجب أن ننسي الضغوط النفسية وسوء التواصل بين الزوجين ، كما تلعب الثقافة الجنسية الصحيحة دوراً كبيراً في أهم الأسباب وخاصة أنها لا تمر خلال التواصل العائلي والحوار عن الموضوع بشكل سليم وعلمي.
كمال عليمان صاحب مركز مقويات جنسية بالأردن يؤكد لبرنامج "صباح الخير يا عرب" علي شاشة "الإم بي سي"الفضائية أن أعداد الرجال الذين يقبلون على شراء هذه المقويات من الشباب والمسنين يزدادون يوماً بعد يوم.
ويذكر أن زيادة نسب الضعف الجنسي لدي الرجال لا تقتصر على الأردن فقط ولكنه أصبح أمر ملاحظ في دول العالم ، وتختلف اسبابه من شخص لآخر ، وتعليقاً على الدراسة يؤكد د.معين فضة استشاري نسائية وتوليد وعقم ، ومدير وحدة الإخصاب والوراثة بمستشفي عمان أن المعايير المستخدمة في الدراسة قد تكون صعبة وغير دقيقة ، لأن من الصعب أن تصنيف نصف الشعب الأردني بأنه مصاب بالضعف أمر غير معقول ، لأن الرغبة الجنسية تختلف من شخص لآخر ، وإذا تم القياس علي شخص يمارس أكثر من أربع مرات في الأسبوع وآخر عدد مرات في اليوم ، فهذا المعيار خاطئ ، ولكن نستطيع القول أنه إذا اقتصرت رغبة الرجل على الممارسة مرة كل شهر أو مرتين أو عدة مرات في اليوم فتصنف تلك الحالات بأنها مرضية ، والرجال الذين يحتاجون إلى مساعدة لا تزيد نسبتهم العامة عن 22 :23 % من المجتمع .
عضوية أم وظيفية
                وعن أسباب ارتفاع الضعف الجنسي بين الرجال يؤكد د. فضة أن المدهش في الأمر هو ارتفاع النسبة فى الأعمار الأقل من 45  عاماً ، ومن الشائع أن يحدث ذلك نتيجة نقص هرمون "التستستيرون" في عمر الخمسين مما يجعل الرجال أقل عطاءً من الناحية الجنسية في هذه الأعمار .
وقسم د. فضة الأسباب إلى قسمين وظيفي وعضوي ، وترتفع النسمة لدي مرضي السكري والكبد والكلي والغدة فوق الدرقية ، ونقص هرمون التيستستيرون نتيجة المعالجة ببعض الأدوية ، أو وجود خلل عضوي بالأعضاء الذكرية التناسلية مما يجعل الرجل أقل كفاءة ، وبالمقابل هناك أسباب وظيفية  كالتدخين.
لفت د. فضة الانتباه إلى دور الزوجة التى تلعب دوراً كبيراً في هذا الحال ، مشيرة إلى أن الدراسة ذكرت أن بعض الأزواج يلجئون إلى فتيات الليل ونساء أخريات لتفريغ حاجاتهم الجنسية ، مما يعنى تقصيراً من جانب الزوجات ، ويؤكد د. فضة أن الضعف الجنسي تعاني منه المرأة أيضاً التى تختلف رغباتها مع امرأة أخري ،وفي النهاية اقترح تدريس الثقافة الجنسية بالمدارس بمنهج دقيق لتوجيه الأولاد إلى معنى الجنس السليم مع مراعاة الأصول الدينية وأخلاق المجتمع.
 
Top