أوقات الإجازات تمر دائماً بسرعة ليبدأ بعدها عام دراسي جديد بما يحمله من تحديات وفرص جديدة لإبراز المهارات الشخصية. تعاني الفتيات في مرحلة المراهقة من صعوبة شديدة في تحديد الهوية الشخصية في المستقبل وإتباع أي من السلوكيات المتاحة اجتماعيا ودينيا، وأكثر ما تحتاجه الفتيات حينها هو معاونة المحيطين بها وإيجاد رمز ومثل أعلى للاحتذاء به. يمثل غياب المثل الأعلى للفتيات خطورة كبيرة على تكوين شخصيتهن في تلك المرحلة الحرجة، فبدلا من إيجاد الأسوة الحسنة والنموذج الإيجابي المرجو، قد تضطر الفتيات إلى تقليد نماذج سلبية سواء في المظهر أو التصرفات مما قد يوقعها في أزمات تترك آثارا غير مرجوة على شخصيتها في المستقبل.

قد تنشغل الفتيات أحيانا عن الدراسة في سبيل إمتاع النفس بالتسلية أو بإتباع نشاطات رياضية أو اجتماعية تلهيهن عما هو أهم. تشغل الدردشة عبر الإنترنت والتواصل عبر الهاتف وممارسة ألعاب الفيديو وتصفح شبكة الإنترنت الفتيات بصورة أصبحت تأخذ شكل الاستحواذ والسيطرة، فهي أنشطة أصبح الاستغناء عنها صعبا في ظل هيمنة التكنولوجيا الحديثة على العالم بأسره، ولا جدال في أن في هذه الأنشطة ما يلهي الفتاة عن الدراسة ويعيق مسيرتها التعليمية. أما ممارسة الرياضة البدنية، فهو أمر رغم فائدته للجسم فقد يمثل خطرا عندما يكون الهدف منه الحصول على الرشاقة في سبيل التباهي وإثارة الإعجاب. تمر كل الفتيات بصعوبة في التوفيق بين إنجاز المهام الدراسية وممارسة الأنشطة المحببة، ومن هنا نحاول المساعدة في الكشف عن أنسب الطرق لذلك.

يبدأ العام الدراسي ويبدأ معه حلم جديد بمضاعفة نجاح العام السابق أو تعويض الفشل وضعف الدرجات، وغالباً ما تتعرض الفتيات لضغوط أسرية عند الفشل أو ضعف المستوى الدراسي. إذا كنت تتمنين التغلب على مشكلاتك فاتبعي النصائح التالية:

1 - نظمي وقتك ومجهودك

أول ما ينبغي فعله هو حسن تقسيم الوقت، فلا تهملي الأنشطة الرياضية والترفيهية في سبيل إتاحة أكبر قدر ممكن من الوقت للدراسة فتصابين بالملل والإحباط، وكذلك لا تتسرعي في الحكم على المواد الدراسية بأنها صعبة.
أضيفي لحجرة المذاكرة مزيدا من البهجة والإشراق وأعيدي ترتيبها في جو يخلو من الرتابة المعهودة. اقتني أفضل الأدوات المكتبية واحرصي على اختيار الألوان المشرقة للأقلام والكشاكيل واجعلي لكل مادة كشكولا بلون مختلف يميزها.

2 - جدولي مهامك اليومية
الاستعانة بجدول زمني تساعد فى توفير الوقت اللازم للقيام بجميع الأنشطة والمهام على قدر واحد من الكفاءة والتركيز، فبدلا من الاهتمام بشيء على حساب الآخر، هناك فرصة كبيرة في التوفيق بين جميع الأنشطة عند إيجاد مذكرة بأهمية كل منها، مما لا يدع مجالا للتجاهل أو الإهمال.

3- استعيني بالأقران
لا عيب في الاستعانة بزملاء الدراسة للمساعدة عند المرور بمشكلات في الفهم، فلا تخجلي من الاعتراف بعدم الفهم أو إيجاد صعوبة في استساغة بعض المواد، فالعيب ليس في عدم الفهم إنما في التقصير. قد يساعدك الاستذكار في جماعات على تبادل الخبرات والتعرف على أمور قد تبدو صعبة عند التعامل معها فرديا، فاحرصي على ذلك وادعي صديقاتك إلى منزلك وانتقلي معهن لمنازل الأخريات لكسر الملل والرتابة. علاوة على ذلك، التعامل الجماعي مع المشكلات سيمنحك إحساسا بمشاركة الآخرين لك في المعاناة وأنك لست وحدك من يجد صعوبات في الدراسة.

4 استشيري الأصدقاء
استكمالا لما سبق ذكره في الفقرة السابقة، يجدر بك استشارة الأصدقاء في أدق الصغائر فيما يتعلق بالحياة المدرسية، واستعيني دائما بالآراء الحكيمة. لا تدعي فرصة للعلاقات العاطفية مع الأقران من البنين تضعف من تركيزك أو تأخذ قدرا كبيرا من اهتمامك، فالأهم هو الدراسة والتركيز واجعلي الأولوية دائما للنجاح والتفوق.
 
Top