كل شيئ مثير في العلاقة الجديدة: أن يتعرف كل منكما على الآخر بشكل أعمق، الموعد الأول، أولى رحلاتكما معا، كل شيء. لكن ذلك الاضطراب الذي شعرت به في المعدة عندما وقعت في الحب، يذوي بعد مرور أعوام من بداية العلاقة. هذا لا يعني أن الملل عرف طريقه بينكما بعد خمس سنوات من الحياة معا.
لقد طرأ بعض التغير على علاقة جيسيكا ومارك. تقول جيسيكا وهي الآن في الحادية والثلاثين: "عندما رأيت مارك.. شعرت باضطراب في معدتي .. ما تشعر به الآن هو الآلفة والقرب. وتقول إلكه رومان أحد أعضاء كلية علم النفس بجامعة الرور في بوخوم بألمانيا، إن هذا هو ما يحدث في الغالب "في الثقافات الغربية خاصة.. تبدأ العلاقة بمرحلة عاطفية تريدان خلالها البقاء مع بعضكما البعض أطول فترة ممكنة..يشعر المرء بانجذاب جنسي قوي نحو الطرف الآخر..ويشعر بالحزن عندما لا يراه أو لا تراه". وأضافت "هذا لا يعني أن جذوة الحب بينكما انطفأت..فنصيب الحب المفعم بالإحساس بالألفة والحنو ينمو" أما الحب الرومانسي فهو موجود لكنه يخفت..لذا طبيعي تماما أن يذوي ذلك الشعور بالاضطراب عندما يري أحدكما الآخر..فمكان ذلك الشعور يظهر الإحساس بالقرب والارتباط والألفة". لكن عليك أن تحذر من أن يضرب الملل في أوصال حياتكما اليومية.
يوضح هانز يورجن هيرتسوج وهو معالج نفسي ومتخصص في حل المشكلات الزوجية في مدينة شفينفورث الألمانية:" هناك أمور روتينية في كل علاقة..هذه مسألة طبيعية تماما" وبالرغم من ذلك يجب تكسير أنماط السلوك المعتادة بين فينة وأخرى.وقال "بعد خمس سنوات أيضا.. يجب أن تجرب شيئا جديدا..قضاء الأمسيات بشكل مختلف على سبيل المثال، إعادة تنظيم شؤون المنزل أو المهام المتعلقة بالنقود والمواعيد". ترك مساحة حرية للطرف الآخر أمر مهم أيضا.
يحذر هيرتسوج "القرب شيء جميل..لكن الكثير منه قد يكون ضارا" مشيرا إلى أنه ليس ضروريا أن يفعل الطرفان كل شيء معا أو أن يعرف كل منهما ما يفعله الآخر تحديدا في أي لحظة "ترك مساحة من الحرية قد يولد شعورا بالفضول والإثارة بدلا من الملل أو الشعور بحصار".الاحتمالات كثيرة وتشمل البحث عن هواية جديدة أو العودة لهواية قديمة . وينصح هيرتسوج "ينبغي أن يكون لدى كل طرف نشاطاته الخاصة..وجود أمور مشتركة أمر جيد..لكن يجب أن يكون لدى كل منهما بيئة ينسحب إليها" مثل الاجتماع بالأصدقاء.
وهذا هو الطريق الذي اختاره مارك وجيسيكا. تتذكر جيسيكا وتقول "في بداية ارتباطنا كنا نفعل كل ما نستطيع معا" غير أنها أشارت إلى أن كل منهما شعر بعد ذلك برغبة ملحة في "فعل شيء بشكل منفرد كل فترة" الامر الذي يرجع في جانب منه إلي أنهما لم يكونا يريدان فعل نفس الشيء دائما.
تقول جيسيكا، إنهما في البداية كانا خائفين من أن يفترقا" رغم ذلك لم يحدث هذا..بعد الجلوس مع الآخرين كنا نتطلع لرؤية احدنا الآخر مرة ثانية والحديث عن تجاربنا". التودد أيضا جزء مهم من العلاقة، حتى وإن مر عليها خمس سنوات " تقول رومان "مهم أن يثني المرء على شريك حياته..أن يكون رقيقا وأن يبدي اهتمامه(به) أيضا" وأضافت أنه عندما يدب الخلاف ينبغي أن يكون لدى الطرفين الاستعداد للنظر لاحتياجات الآخر بعين الاعتبار وأن يسعى للتوصل لحلول وسطى.
وإهمال المظهر في العلاقات طويلة الامد أمر مرفوض تماما "كثير من الناس دائما ما يرتدي ملابس منزلية رياضية أو يتجاهل تصفيف شعره عندما يكونان معا..على المرء دائما أن يبقي على بعض الغموض وأن يتأكد أن الطرف الآخر لا يزال قادرا على احترامه.. وجود مسافة بين الطرفين أفضل على المدى البعيد".أما الأزواج الذين لديهم أطفالا، فغالبا ما "ينسون الاعتناء بعلاقتهما..هم آباء أكثر منهم أزوج" بحسب هيرتسوج، الذي ينصح بأن "يخصصا وقتا للقيام ببعض الأمور معا دون الأطفال..وليس مرتين كل عام فحسب" بهذه الطريقة يتسنى للزوجين فرصة إعادة اكتشاف متعة أوقات الفراغ ويحافظان على روح الإثارة في العلاقة.
 
Top